علي بن أبي الفضل بن محمد بن حسین الحلي الرافضي. قدم دمشق فاظهر الرفض و جاهر به ، حتی دخل الجامع الاموي رافعاً صوته بسبّ أول من ظلم آل محمد ، و کان الناس حینئذ في صلاة الظهر ، فاخذ و اقیم بین یدي السبکي ، فسأله من تعني؟ قال ابوبکر الصدیق. ثمّ رفع صوته فقال: لعن الله فلاناً و فلاناَ - و ذکر الخلفاء الثلاثة الراشدین بأسمائهم و عطف علیهم معاویة و یزید و کرّر ذلك. فأمر به الی السجن ، ثمّ أحضره بعد ففرض علیه التوبة فامتنع ، فعقد له مجلس فأمر المالکي بضربه بالسیاط فلم یرجع ، و اعید علیه ذلك مراراً و هو یبالغ في ماهو فیه من السبّ و اللعن الصریح ، فحکم المالکي بسفك دمه ، و ذلك في تاسع عشر جمادی الاولی سنة ٧٥٥ فقتل و احرق العامة جسده و طیف برأسه.

في یوم الاثنین السادس عشر من جمادی الاولی اجتاز رجل من الروافض من أهل الحلّة بجامع دمشق و هو یسبً أول من ظلم آل محمد و یکرّر ذلك لایفتر ، و لم یصلّ مع الناس و لا صلّی علی الجنازة الحاضرة ، علی أن الناس في الصلاة و هو یکرّر ذلك و یرفع صوته به. فلمّا فرغنا من الصلاة نبّهت علیه الناس فأخذوه ، و إذاً قاضي القضاة الشافعي في تلك الجنازة حاضر مع الناس. فجئت إلیه و استنطقته من الذي ظلم آل محمد؟ فقال: أبوبکر الصدیق. ثمّ قال جهرة و الناس یسمعون: لعن الله أبابکر و عمر و عثمان و معاویة و یزید ، و أعاد ذلك مرّتین ، فأمر به الحاکم إلی السجن. ثمّ استحضره المالکي و جلده بالسیاط ، و هو مع ذلك یصرخ بالسبّ و اللعن و الکلام الّذي لا یصدر إلا عن شقي. و اسم هذا اللعین علي بن أبي الفضل بن محمد بن حسین بن کثیر قبّحه الله و أخزاه. ثمّ لمّا کان یوم الخمیس تاسع عشره عقد له مجلس بدار السعادة و حضر القضاة الاربعة و طلب إلی هنالك ، فقدّر الله أن حکم نائب المالکي بقتله ، فأخذ سریعاً فضرب عنقه تحت القلعة و حرقه العامة و طافوا برأسه البلد و نادوا علیه: هذا جزاء من سبّ أصحاب رسول الله. و قد ناظرت هذا الجاهل بدار القاضي المالکي و إذا عنده شيء ممّا یقوله الرافضة الغلاة. و قد تلقّی عن أصحاب ابن مطهّر أشیاء في الکفر و الزندقة - قبّحه الله و إیّاهم.

حسن بن محمد بن أبي بکر السکاکیني: کان ابوه فاضلاً فی عدة علوم متشیعاً من غیر سبّ و لا غلو و ستأتي ترجمته ، فنشأ ولده هذا غالیاً في الرفض ، فثبت علیه ذلك عند القاضي شرف الدین المالکي بدمشق و ثبت علیه أنه أکفر الشیخین و قذف ابنتهما و نسب جبریل الی الغلط في الرسالة الی غیر ذلك ، فحکم بزندقته و بضرب عنقه ، فضربت عنقه بسوق الخیل حادي عشر جمادی الاولی سنة ٧٤٤ .

و في صبیحة یوم الاثنین الحادي و العشرین منه قتل بسوق الخیل حسن بن الشیخ السکاکیني علی ماظهر منه من الرفض الدال علی الکفر المحض. شهد علیه عند القاضي شرف الدین المالکي بشهادات کثیرة تدل علی کفره و أنه رافضي جلد ، فمن ذلك تکفیر الشیخین رضي الله عنهما و قذفه أمي المؤمنین عائشة و حفصة رضي الله عنهما ، و زعم أن جبریل غلط فأوحی إلی محمد و إنما کان مرسلاً إلی علي ، و غیر ذلك من الأقوال الباطلة القبیحة ، قبّحه الله و قد فعل. و کان والده الشیخ محمد السکاکیني یعرف مذهب الرافضة و الشیعة جیّداً ، و کانت له أسئلة علی مذهب أهل الجبر و نظم في ذلك قصیدة أجابه فیها شیخنا الامام العلامة شیخ الاسلام ابن تیمیة رحمه الله. و ذکر غیر واحد من اصحاب الشیخ أن السکاکیني ما مات حتی رجع عن مذهبه و صار إلی قول اهل السنة ، والله اعلم. و اخبرت أن ولده حسناً هذا القبیح کان قد أراد قتل أبیه لمّا أظهر السنّة.

الشیخ الفاضل شمس الدین ابوعبدالله محمد بن أبي بکر بن أبي القاسم الهمداني، أبوه الصالحي، المعروف بالسکاکیني: ولد سنة ٦٣٥ بالصالحیة و قرأ بالروایات و اشتغل في مقدمة في النحو و نظم قویاً و سمع الحدیث ، و خرّج له الفخر ابن البعلبکي جزءاً عن شیوخه ، ثمّ دخل في التشیّع فقرأ علی أبي صالح الحلي شیخ الشیعة و صحب عدنان و قرأ علیه أولاده ، و طلبه أمیر المدینة النبویّة الامیر منصور بن جماز

فأقام عنده نحواً من سبع سنین ، ثمّ عاد إلی دمشق و قد ضعف و ثقل سمعه . و له سؤال في الجبر أجابه به الشیخ تقي الدین ابن تیمیة ، وکّل فیه عنه غیره ، و ظهر له بعد موته کتاب فیه انتصار للیهود و أهل الادیان الفاسدة، فغسله تقي الدین السبکي لمّا قدم دمشق قاضیاً ، و کان بخطّه . و لمّا مات لم یشهد جنازته القاضي شمس الدین ابن مسلم . توفي یوم الجمعة سادس عشر صفر و دفن بسفح قاسیون . و قتل ابنه قیماز (کذا) علی قذفه أمهات المؤمنین عائشة و غیرها ، رضي الله عنهنّ و قبّح قاذفهنّ.

محمد بن ابي بکر بن ابي القاسم الهمذاني ثمّ الدمشقي السکاکیني الشیعي: ولد سنة ٦٣٥ بدمشق و طلب الحدیث و تأدّب و سمع و هو شابّ من اسماعیل ابن العراقي و الرشید بن مسلمة و مکّي بن علان في آخرین ، و تلا بالسبع . . . . و أقعد في صناعة السکاکین عند شیخ رافضي فافسد عقیدته فأخذ عن جماعة من الامامیة ، وله نظم و فضائل و ردّ علی العفیف التلمساني في الاتحاد ، و أمّ بقریة جسرین مدة ، و اقام بالمدینة النبویة عند امیرها منصور بن جماز مدة طویلة ، و لم یحفظ له سبّ في الصحابة بل له نظم في فضائلهم ، إلا أنّه کان یناظر علی القدر و ینکر الجبر ، و عنده تعبد و سعة علم. قال ابن تیمیة: هو ممّن یتسنّن به الشیعي و یتشیّع به السنّي. و قال الذهبی: کان حلو المجالسة ذکیاً عالماً فیه اعتزال و ینطوي علی دین و اسلام و تعبّد. سمعنا منه ، و کان صدیقاً لأبي، و کان ینکر الجبر و یناظر علی القدر ، و یقال إنه رجع في آخر عمره ، و نسخ صحیح البخاري. و وجد بعد موته بمدّة في سنة ٧٥٠ بخطّ یشبه خطّه کتاب یسمّی "الطرائف في معرفة الطوائف"

یتضمّن الطعن علی دین الاسلام ، و أورد فیه أحادیث مشکلة و تکلّم علی متونها بکلام عارف بما یقول ، إلا أنّ وضع الکتاب یدلّ علی زندقة فیه ، و قال في آخره: "و کتبه مصنّفه عبدالحمید بن داود المصري" ، و هذا الاسم لا وجود له ، و شهد جماعة من أهل دمشق أنه خطّه ، فأخذه تقي الدین السبکي عنده و قطعه في اللیل و غسله بالماء . و نسب إلیه عماد الدین ابن کثیر الابیات التي أولها: "أیا معشر الاسلام ذمّي دینکم" - الابیات. و مات هذا السکاکیني في صفر سنة ٧٢١.

قتل الرافضي الخبیث: وفي یوم الخمیس سابع عشره (اي ربیع الاول) أول النهار وجد رجل بالجامع الاموي إسمه محمود بن ابراهیم الشیرازي و هو یسبّ الشیخین و یصرح بلعنهما ، فرفع إلی القاضي المالکي قاضي القضاة جمال الدین المسلاتي فاستتابه عن ذلك و أحضر الضرّاب ، فأول ضربة قال: لا اله الا الله علي ولی الله ، و لمّا ضرب الثانیة
لعن أبا بکر و عمر ، فالتهمه العامة فأوسعوه ضرباً مبرحاً بحیث کاد یهلك، فجعل القاضي یستکفّهم عنه فلم یستطع ذلك فجعل الرافضي یسبّ و یلعن الصحابة و قال: کانوا علی الضلال. فعند ذلك حمل إلی نائب السلطنة و شهد علیه قوله بأنهم کانوا علی الضلالة . فعند ذلك حکم علیه القاضي بإراقة دمه . فأخذ إلی ظاهر البلد فضربت عنقه و احرقته العامة، قبّحه الله . و کان ممن یقرأ بمدرسة ابي عمر ثمّ ظهر علیه الرفض ، فسجنه الحنبلي أربعین یوماً فلم ینفع ذلك و ما زال یصرّح في کلّ موطن یأمر فیه بالسبّ ، حتی کان یومه هذا أظهر مذهبه في الجامع و کان سبب قتله ، قبّحه الله [کما قبّح من کان قبله و قتل بقتله في سنة خمس و خمسین (یعني علي بن أبي الفضل الحلّي)] .

ذکر عنه أنه کان یکثر الصلاة و الصیام ، ومع هذا یصدر منه أقوال بشعة في حقّ أبي بکر و عمر و عائشة أمّ المؤمنین وفي حقّ النبي صلّی الله علیه وسلّم ، فضربت عنقه أیضاً في هذا الیوم في سوق الخیل ، ولله الحمد والمنّة !

• منصور بن جماز بن شیحه حسینی ، امیر مدینه از سال ٧٠٠ تا رمضان ٧٢٥ که در حدود هفتاد سالگی کشته شد. شرح حال او در التحفة اللطیفة سخاوی ، الدرر الکامنة ابن حجر ، سلوک مقریزی و منابع دیگر هست. او پدر جماز بن منصور حسینی است که در ربیع الاول سال ٧٥٩ به مصر رفت و با فرمانی از الملک الناصر حسن بن محمد بن قلاوون (٧٥٥ - ٧٦٢) به امارت مدینه نصب گردید. اما چون شیعۀ امامی بود و از همان آغاز نسبت به آنان گرایش نشان داده ، تنی چند از آنان را در مناصب عالی حکومتی گمارد و منصب قضا را نیز به آنان باز گرداند همان ناصر دو نفر را در پوشش حجاج ، همراه موکب حج که همه ساله خلعتی نیز برای امیر مدینه می آوردند ، فرستاد که با استفاده از فرصت در موقعی که می خواست خلعت ارسالی ناصر را بپوشد اورا غافلگیر کرده و کشتند. تفصیل ماجرا در التحفة اللطیفة سخاوی ، البدایة و النهایة ابن کثیر ، سلوک مقریزی و جز اینها هست.
• همان کتاب معروف سید بن طاوس.